أثر التلقي عند المفسر في تفسير القرآن الكريم
أثر التلقي عند المفسر في تفسير القرآن الكريم
تتناول هذه المقالة، أثر مفهوم التَّلقي على التفسير، والمفسِّر، ومدى قدرته على تشكيل الفهم عند التَّعرض للنَّصِّ القرآني، تناولًا يتوافقُ مع تلقيه، واهتمامه الذي يشتغلُ به، وذخيرته القبْلية المعرفيَّة التي يتمتعُ بها، وقبلَ ذلك، التنقيب عن المتلقي وحضوره في النَّص القرآنيِّ، واهتمام القرآن بتوجيه الخطاب إليه، وبيان أهمّ مستويات تجليات النَّص القرآني نحو المتلقي، إذ هو المعنيّ بالخطاب، وإليه نزلَ القرآن، فهدايته تُرتجى، والتحقُّق بمفاهيم القرآن ومقاصده العظمى هو الغاية من الخطاب الإلهي إلى متلقيه، ثمَّ محاولة الكشف عن عوامل تعدد التلقي في تفسير النَّص القرآني، وتنوع مدارسه، واتجاهاته، وطرائقه، ومن ثمَّ التَّطبيق على التَّفسير اللغوي ممثلًا بتفسير الإمام الفرَّاء (معاني القرآن)، وبيان مسالكه اللغوية في التفسير وإرجاعها إلى التلقي القَبْليِّ للنَّص، الذي أثمر فَهْمًا قائمًا على اللغةِ وعلومها، دون خوضه في المعنى التفسيري المتعارف عليه في الذِّهن، أو الاشتغال التفسيري في كتب التفسير على غرار كتب التفسير المتعددة. لأنه دخل إلى النص بتلق خاص، أثمر نتاجًا يتوافق مع آفاق التلقي لديه.
___
- ابن منظور، لسان العرب المحيط، دار صادر – ط1، (د.ت).
- أبو إسحاق الزجاج، معاني القرآن وإعرابه، تحقيق: عبد الجليل عبده شلبي، عالم الكتب: بيروت، 1408 هـ - 1988م.
- أبو البقاء الكفوي، الكليات، بيروت، لبنان، مؤسسة الرسالة، ١٤١٩هـ، ط۲.
- أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد أبي بكر ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر: بيروت، 1900، ط0.
- أبو القاسم محمود بن عمرو جار الله الزمخشري، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، دار الكتاب العربي: بيروت، 1407 هـ، ط3.