الملخّص :ـالحكمة خلاصة تجربة ومعاناة ونظرة إلى الكون والمجتمع، يطلقها صاحبها بكلام موجز ودقيق ليعبّر عن حقيقة أو رأي أو مبدأ، يوجّه إلى الأجيال الصّاعدة للاتّعاظ والإرشاد، وشروطها أن تكون عامّة وشاملة، ولكي يكتب لها الخلود يجب أن تنطبق على كلّ النّاس في كلّ زمان ومكان، والحكمة موجودة في الشّعر العربيّ منذ نشأته وعلى مرّ العصور الأدبيّة إلى عصرنا الحاضر والنّاس يحتاجون إلى مَن يرشدهم، ويستخلص لهم عِبر الزمان، فالشّعراء الحكماء هم السّبّاقون في إيصال الأفكار إلى النّاس بشعرهم، ويعتبرالشّاعر أبو الفتح البُستي واحدا من هؤلاء الشّعراء الحكماء، وقد فرغ كلّ جهده وبلاغته في قصيدته النّونيّة، وكأنّه واعظ يعظ النّاس، يوجّههم، ويثقّفهم محمّلاً بالكثير من التّجارب الّتي اكتسبها في حياته الإجتماعيّة والسّياسيّة، واحتكاكه بالنّاس والمجتمعات التي عاشها، ممّا أكسبه الخبرة في مختلف شؤون الحياة، ورسم للقاريء والسّامع مجموعةً من الفضائل والصّفات ليتحلّى بها، وليبلغ هدفه وغايته . مفاتيح البحث: الحكمة، أبو الفتح البستي، القصيدة النّونية، الشّعر، البنية