لقد كانت وما تزال اللغة العربية لسان علماء الشريعة الإسلامية بمعرفتها يتفاخرون، وبإتقانها يتبارون، وبعذب كلماتها يؤلفون وينظمون، وبعظيم قدرها يقرِّون، وبأنها لغة كتاب الله يشهدون، ملئ بالإعجاز، غنية بالإيجاز، عمت أرجاء المعمورة بعد أن كانت بداياتها في الحجاز، ونال القدر العظيم من بفنونها قد فاز، وعلا قدر من لشرفها قد حاز. والتي حوت في طياتها الصرف والنحو والبلاغة والتي تعد أساسا لفهم المعاني والوصول إلى المراد، فنظمت الكتب وزيد عليها الشروح وكتب المختصرات لتسهل للطلاب الوصول إلى العلوم بأسهل الطرق وبأوضح مفهوم، وكان من بين من خدم اللغة العربية العربي وغير العربي من شتى أقطار الأرض، وكان من بين هؤلاء المبرزين العلامة لطف الله أفندي الأرضرومي، الذي ألف في عامة علوم عصره، وبرز في علوم العربية حتى عُلِم قدره وعلا شأنه وذكره، فكانت من بين مؤلفاته ملخص تلخيص المفتاح، وشرح لامية العجم، وشرح القصيدة الخزرجية، وتفسير لغوي ضمنه نفائس المهارة في اللغة تعقيبا وشرحا وترجيحا لأقوال الأقدمين من العلماء، وهذا يدل على رفعة شانه باللغة وقوة سبكه وتأليفه بها، كيف لا وهو الذي طوف البلاد العربية شرقا وغربا وشهد له أهلها، فمدحوه وقرظوا ما لقوا من مؤلفاته وكتبه. وفي هذا البحث سنحقق رسالته في تلخيص مختصر مفتاح العلوم، وذلك في مقدمة أعرف بها بأهمية البلاغة وموجز لتاريخها، ومن ثم مبحث أول نعرف به بمفتاح العلوم ومؤلفه ومختصره، وكذا نعرف بلطف الله الأرضرومي باختصار، ومبحث ثان نعرج فيه على تحقيق المخطوط.